ليس سهلاً أن تربي طفلاً في زماننا المشحون بالتوتر، وضيق الوقت واللهث وراء المستوى الأفضل للحياة.
فما بالك بابنك وقد تعدى عتبة الطفولة، وخط شاربه وغلظ صوته، ومن حوله مستجدات وصرعات لا تنتهي، من موسيقى وقصات شعر وأزياء غريبة، وتمرد وعناد وعالم انفتحت أبوابه على مصراعيه!!.
المراهقون: هل هم حقاً مشاكل متحركة، أو براكين ثائرة وحروب مستمرة؟ أم هم أطفال ولجوا عالم الكبار ويحتاجون في دخولهم هذا إلى تهيئة وعناية وتكوين علاقة حميمة؟
ولدي تفتح فوهة الزجاجة لتندفع ثورة المراهقة، وفورانها من أجل البحث والتحليل، والوصول إلى نتائج ليس للآباء فقط، بل وللأبناء أيضاً..
مع من تبدأ ولدي.. الآباء أم الأبناء؟!
نستأذن من الأبناء، لنبدأ في الكويت مع الآباء والأمهات:
من يربي من؟
تبدأ أم أفنان المطيري من الكويت بحماس وانفعال، لم نعد نستطيع تربية أبنائنا، بل هم الذي أصبحوا يربوننا!! فلم نكن أبداً نحث أمهاتنا كما تفعل بنات اليوم كما إننا لم نعد نستطيع التفريق بين البنات والأولاد في ملابسهم وتصرفاتهم، فالبنت تقود سيارتها بشكل جنوني مثل الولد، وأصبحت أيضاً ( تشفط) بالسيارات ومهما حاولت أن أحكم ابنتي البالغة من العمر ثمانية عشر عاماً، إلا أنها تصاحب فتيات في الجامعة ينتمون لهذا العصر السريع والمجنون أيضاً، ولشدة خوفي عليها أحاول مراقبتها باستمرار، وهذا سبب خلافي المستمر معها، فهي ترى أني لا أثق بها، ولا دخل في رأيي للثقة بذلك، وأرى من حق كل أم أن تراقب أبناءها، خاصة في مرحلة المراهقة الحرجة.
تقليعات جديدة
ولكن هل يمكن أن نتحول من آباء مراقبين لأبنائهم إلى آباء يستخدمون أيديهم للضرب، تضطر أم سالم البدر لفعل ذلك مع ابنها الأصغر سالم البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً وتقول: لم أرهق في تربية إخوته مثله، ولم أمر معهم بمثل ما مررت به معه، واعترف أن دلالي له – كونه أصغر إخوته- هو السبب، فابني يتفنن في الهروب من المذاكرة ليشاهد الفيديو ويحب الخروج باستمرار مع أصحابه، ورغم أني تعاملت مع الأشكال الجديدة التي يفعلها في شعره وملبسه، إلا أني لا أتهاون في دراسته، وأحب أن أشاهده رجلاً محترماً كإخوته الكبار، إلا أنه دائماً يقول لي: " لا أريد أن أكون مثل أحد " وينفذ صبري عندما يشتكي مدرسوه أو أراه يهرب من المذاكرة، فأضطر إلى ضربه، ولقد فوضني والده في ذلك!!
أريد رجلاً
عندما يرغب الأب أن يرى الصغير قد أصبح رجلاً، فتلك الرغبة بحد ذاتها يمكن أن تسبب مشكلة، يقول عبدالله الراشد:
لدى ثلاثة أولاد وبنتين، ابني الأكبر عمره 16 عاماً، ولا أستخدم معه التوبيخ أو أساليب التربية الخاصة بالأطفال، فهو في مرحلة بدء الرجولة، وأعده ليتولى مهام شركتي وتجارتي، ولكن بسبب الحرية التي أعطيها له، أرى أشياء لا تعجبني مثل سهره مع رفاقه لوقت متأخر ليلاً، وأحاول أن ألفت نظره لذلك فقط، فإن ابني بعد سنوات قليلة سيكون زوجاً وأباً مسؤولاً، ويجب أن يكون على قدر هذه المسؤولية.
•تشفيط بالسيارات
أسامة الفراج يعمل بوزارة التربية ولديه أربعة أولاد، أكبرهم يبلغ سبعة عشر عاماً، ويختلف مع الراشد في إعطاء الحرية للأبناء في مرحلة المراهقة، إذ إن الحرية- من وجهة نظره- كانت السبب في أفعال شباب اليوم من "تشفيط" للسيارات، وتعريض حياة الشاب ومن حوله للخطر، وكذلك سماع الموسيقى الصاخبة، والتي تؤذي مسامع الآخرين، وفي عدم سماعه للنقد، وأرى أن هذا الشاب لو سمع ما يؤدبه من أبيه ما كانت أفعاله بهذا الشكل، وطبعاً لا أطالب بالشدة المفاجئة، لأن ذلك سيفلت زمام الأمور، لكن يجب التدرج في أساليب التربية والتعامل معه منذ الطفولة.
•على من يقع الخطأ؟
ويتخذ نوف عبد اللطيف الرشيدي وله عشرة أولاد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم" دستوراً ومنهجاً يتبعه مع أولاده، ويفسر ذلك:
لا أخلط الأوراق فلا أكون شديداً مع طفلي الصغير، وأترك من هو في عمر السبع سنوات، بل لكل سن أسلوب معين، كما وضحه الرسول الكريم، وإذا تراكمت الأمور على بعضها دون حل، كانت النتيجة أبناء لا يوقرون كبيرهم ولا يرحمون صغيرهم، وأصبحت الأمهات يحملن عبء تربية الأبناء، والأم معروفة برحمتها ورقتها مع أبنائها والأب يسد هذا النقص بالحزم والشدة، فإذا كان الأب غائباً معظم الوقت في عمله، فلابد أن ينعكس ذلك على أبنائه.
فما بالك بابنك وقد تعدى عتبة الطفولة، وخط شاربه وغلظ صوته، ومن حوله مستجدات وصرعات لا تنتهي، من موسيقى وقصات شعر وأزياء غريبة، وتمرد وعناد وعالم انفتحت أبوابه على مصراعيه!!.
المراهقون: هل هم حقاً مشاكل متحركة، أو براكين ثائرة وحروب مستمرة؟ أم هم أطفال ولجوا عالم الكبار ويحتاجون في دخولهم هذا إلى تهيئة وعناية وتكوين علاقة حميمة؟
ولدي تفتح فوهة الزجاجة لتندفع ثورة المراهقة، وفورانها من أجل البحث والتحليل، والوصول إلى نتائج ليس للآباء فقط، بل وللأبناء أيضاً..
مع من تبدأ ولدي.. الآباء أم الأبناء؟!
نستأذن من الأبناء، لنبدأ في الكويت مع الآباء والأمهات:
من يربي من؟
تبدأ أم أفنان المطيري من الكويت بحماس وانفعال، لم نعد نستطيع تربية أبنائنا، بل هم الذي أصبحوا يربوننا!! فلم نكن أبداً نحث أمهاتنا كما تفعل بنات اليوم كما إننا لم نعد نستطيع التفريق بين البنات والأولاد في ملابسهم وتصرفاتهم، فالبنت تقود سيارتها بشكل جنوني مثل الولد، وأصبحت أيضاً ( تشفط) بالسيارات ومهما حاولت أن أحكم ابنتي البالغة من العمر ثمانية عشر عاماً، إلا أنها تصاحب فتيات في الجامعة ينتمون لهذا العصر السريع والمجنون أيضاً، ولشدة خوفي عليها أحاول مراقبتها باستمرار، وهذا سبب خلافي المستمر معها، فهي ترى أني لا أثق بها، ولا دخل في رأيي للثقة بذلك، وأرى من حق كل أم أن تراقب أبناءها، خاصة في مرحلة المراهقة الحرجة.
تقليعات جديدة
ولكن هل يمكن أن نتحول من آباء مراقبين لأبنائهم إلى آباء يستخدمون أيديهم للضرب، تضطر أم سالم البدر لفعل ذلك مع ابنها الأصغر سالم البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً وتقول: لم أرهق في تربية إخوته مثله، ولم أمر معهم بمثل ما مررت به معه، واعترف أن دلالي له – كونه أصغر إخوته- هو السبب، فابني يتفنن في الهروب من المذاكرة ليشاهد الفيديو ويحب الخروج باستمرار مع أصحابه، ورغم أني تعاملت مع الأشكال الجديدة التي يفعلها في شعره وملبسه، إلا أني لا أتهاون في دراسته، وأحب أن أشاهده رجلاً محترماً كإخوته الكبار، إلا أنه دائماً يقول لي: " لا أريد أن أكون مثل أحد " وينفذ صبري عندما يشتكي مدرسوه أو أراه يهرب من المذاكرة، فأضطر إلى ضربه، ولقد فوضني والده في ذلك!!
أريد رجلاً
عندما يرغب الأب أن يرى الصغير قد أصبح رجلاً، فتلك الرغبة بحد ذاتها يمكن أن تسبب مشكلة، يقول عبدالله الراشد:
لدى ثلاثة أولاد وبنتين، ابني الأكبر عمره 16 عاماً، ولا أستخدم معه التوبيخ أو أساليب التربية الخاصة بالأطفال، فهو في مرحلة بدء الرجولة، وأعده ليتولى مهام شركتي وتجارتي، ولكن بسبب الحرية التي أعطيها له، أرى أشياء لا تعجبني مثل سهره مع رفاقه لوقت متأخر ليلاً، وأحاول أن ألفت نظره لذلك فقط، فإن ابني بعد سنوات قليلة سيكون زوجاً وأباً مسؤولاً، ويجب أن يكون على قدر هذه المسؤولية.
•تشفيط بالسيارات
أسامة الفراج يعمل بوزارة التربية ولديه أربعة أولاد، أكبرهم يبلغ سبعة عشر عاماً، ويختلف مع الراشد في إعطاء الحرية للأبناء في مرحلة المراهقة، إذ إن الحرية- من وجهة نظره- كانت السبب في أفعال شباب اليوم من "تشفيط" للسيارات، وتعريض حياة الشاب ومن حوله للخطر، وكذلك سماع الموسيقى الصاخبة، والتي تؤذي مسامع الآخرين، وفي عدم سماعه للنقد، وأرى أن هذا الشاب لو سمع ما يؤدبه من أبيه ما كانت أفعاله بهذا الشكل، وطبعاً لا أطالب بالشدة المفاجئة، لأن ذلك سيفلت زمام الأمور، لكن يجب التدرج في أساليب التربية والتعامل معه منذ الطفولة.
•على من يقع الخطأ؟
ويتخذ نوف عبد اللطيف الرشيدي وله عشرة أولاد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " اتقوا الله، واعدلوا في أولادكم" دستوراً ومنهجاً يتبعه مع أولاده، ويفسر ذلك:
لا أخلط الأوراق فلا أكون شديداً مع طفلي الصغير، وأترك من هو في عمر السبع سنوات، بل لكل سن أسلوب معين، كما وضحه الرسول الكريم، وإذا تراكمت الأمور على بعضها دون حل، كانت النتيجة أبناء لا يوقرون كبيرهم ولا يرحمون صغيرهم، وأصبحت الأمهات يحملن عبء تربية الأبناء، والأم معروفة برحمتها ورقتها مع أبنائها والأب يسد هذا النقص بالحزم والشدة، فإذا كان الأب غائباً معظم الوقت في عمله، فلابد أن ينعكس ذلك على أبنائه.