روي البخاري بسنده عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه انه قال لرسول الله صلي الله عليه وسلم : علمني دعاء ادعو به في صلاتي فقال له: "قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم".
ان الدعاء الخالص لله عز وجل مخ العبادة فهو شفاء النفس وبلسم الروح وصلة قوية تربط العبد بربه ولقد امرنا سبحانه وتعالي بأن ندعوه ونتوجه اليه في الشدة والرخاء علي السواء لان من نسي الله في رخائه همله في شدته. وقد يكون الدعاء لله عز وجل فيه رفع البلاء معلق سبق في علمه سبحانه انه يرفع بدعاء صاحبه ولكي يكون الدعاء مقبولا ومرجو الاجابة من الله ينبغي لصاحبه ان يكون مأكله ومشربه وملعبه من حلال فلا يقلبها دعاء الزاني والسارق والمرتشي وآكل الربا ومال اليتيم والمغتاب والساعي بين الناس بالاثم والقطيعة. وسافك دماء الأبرياء والمغتصب لحقوق الاخرين يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم "يأتي احدكم اشعث اغبر مأكله حرام وملبسه حرام يقول يارب يارب اني يستجاب له" وينبغي ان يكون الداعي حسن النية صادق العزم فيرجوه "انما يتقبل الله من المتقين" في الدعاء الخالص تفريج الكرب ومحو للشدائد والازمات فلقد دخل النبي صلي الله عليه وسلم المسجد فوجد رجلا جالسا في غير وقت الصلاة فسأله عن ذلك فقال!
هموم وديون يارسول الله فقال له قل اذا اصبحت واذا أمسيت "اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من الجبن والبخل واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال".
وكما نري الدعاء ينهي عن العجز والكسل ليكون الانسان ايجابيا ازاء مشكلاته ويقول الرجل بعد ذلك اذهب الله همي وقضي ديني ولقد قيل لابراهيم بن ادهم مابالنا ندعو فلا يستجاب لنا وقد قال الله تعالي "ادعوني استجب لكم" قال : لان قلوبكم ميتة قيل وما الذي اماتها؟ قال؟ ثمان خصال عرفتم حق الله ولم تقوموا بحقه وقرأتم القرآن ولم تعملوا بحدوده وقلتم نحب رسول الله ولم تعملوا بسنته وقلتم نخشي الموت ولم تستعدوا له وقال تعالي: "ان الشيطان لكم عدو" فوطأتموه علي المعاصي وقلتم نخاف النار وارهقتم ابدانكم فيها وقلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها واذا قمتم من فراشكم رميتم عيوبكم وراء ظهوركم وافترشتم عيوب الناس امامكم فأسخطم ربكم فكيف يستجيب لكم.
هذا وبالله التوفيق
_________________
سأظل احبك ولو طال انتظارى وان لم تكن قدري فأنت اختياري