يشارك الفنان القدير نور الشريف في عمل سينمائي شبابي بعنوان "مسجون ترانزيت"، هل يترجم هذا الأمر تراجعاً فنياً، أم تواضعاً من قبل نجم كبير؟ حول العمل الجديد وأسباب استبعاد "ليلة البيبي دول" عن مهرجان "كان" ومشاريعه المقبلة كانت هذه الدردشة في الجريدة.
ما الذي حفَّزك على خوض تجربة "مسجون ترانزيت" مع نجوم من الجيل الجديد؟
لا بد لنا نحن من التواصل مع من سيأتون بعدنالم أمانع يوماً في العمل مع النجوم الشباب، لكن الأمر كان يتوقف على وجود سيناريو مناسب، وعندما ظهر وافقت فورا على الرغم من انشغالي بارتباطات أخرى، من بينها تصوير مشاهدي في فيلم "ليلة البيبي دول" والجزء الثاني من مسلسل "الدالي".
يرى البعض أن قبول جيلك العمل مع الجيل الجديد ليس من منطلق التواصل بل سعيا وراء المنافسة على صدارة المشهد؟
التواصل أمر منطقي، مثلما تواصلت الأجيال التي سبقتنا مع جيلنا لا بد لنا نحن من التواصل مع من سيأتون بعدنا، إنها سنّة الحياة، بالإضافة الى أن فكرة المنافسة أو التنافس التي يرددها البعض غير واردة أساساً ولم أفكر فيها. بتعبير أدق، لا توجد معركة بين جيلنا والجيل الجديد إيماناً مني بأن القمة تتسع لكل من يتمتع بالموهبة الحقيقية ولا شك في أنه سينجح في الاحتفاظ بموقعه عليها. صراحة وجدت في هذا الفيلم فريق عمل مجتهداً وموهوباً، سواء أحمد عز أو باقي الممثلين الشباب، كذلك المخرجة ساندرا نشأت التي لا تكلّ أبداً ولا ترضى إلا بالأعمال الجيدة، وأنا سعيد جداً بهذه التجربة.
هل صحيح أنك وضعت شروطاً خاصة بالدعاية، تحديداً في ما يتعلق باسمك على الـ"أفيش"؟
لم يحدث أبداً، خصوصا أني أعمل مع فريق يعرف حجمي ويقدِّرني وهذه تفاصيل لا تشغل بالي، بدليل أنها لم تسبب مشكلة في فيلم "عمارة يعقوبيان" مع أنه ضمَّ حشداً من النجوم، كذلك في "ليلة البيبي دول" الذي شارك فيه نجوم كبار ولم يشكل تراتب الأسماء على الـ"أفيش" أية أزمة.
ما الجديد الذي تقدِّمه في "ليلة البيبي دول"؟
أجسّد شخصية عوضين الأسيوطي الذي يعمل مراسلاً حربياً لصالح إحدى القنوات الفضائية في العراق ويتعرض للاعتقال والتعذيب، فيتحول الى إرهابي يريد الثأر ممن ظلموه، ويستطيع الهرب من معتقله خلال نقله من قبل الأميركيين إلى المستشفى لمعالجته من آثار التعذيب التي كادت تودي بحياته، فيؤسس تنظيماً لمواجهة الاحتلال الأميركي، كل ذلك ضمن سياق الفيلم الذي يقدم مزيجاً واعياً بين أكثر من خط درامي.
حدث أخيرا جدل كبير حول ظهورك عارياً في أحد المشاهد، ما قصَّة هذا الجدل؟
للأسف الصور العارية التي تناقلتها بعض المواقع، هي "مفبركة" لأني ارتدي أثناء تصوير المشهد، الذي يعبر عن التعذيب في سجن أبو غريب، سروالا قصيرا من لون جسمي، لكنّ ثمة أشخاصاً معدومي الضمير زوّروا الصورة وأظهروني عارياً تماماً، بينما كان نصفي الأعلى هو العاري فحسب.
سمعنا أيضاً أن هذا المشهد تسبّب بخروج الفيلم من المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" في دورته المقبلة، هل هذا صحيح؟
لدى الجمهور وعي خاص يجب ألا نستهين بهنعم، سعت الشركة المنتجة إلى المشاركة في مهرجان "كان"، خصوصا أن الفيلم قوي ولديه مقومات المنافسة، إلا أن إدارة المهرجان رفضته بسبب هذا المشهد ومشهد آخر يشير إلى أن ما يتعرض له الفلسطينيون هو أقسى مما تعرض له اليهود في الهولوكوست، ومع ذلك سيشارك الفيلم في السوق التجاري للمهرجان.
ألا تخشى من تجسيدك دور إرهابي؟
لدى الجمهور وعي خاص يجب ألا نستهين به، عادة لا أفكر في الشخصية التي أقدمها من حيث كونها خيرة أو شريرة، ما يهمني هو الهدف من الموضوع ككل، وفي هذا الإطار قد أقدم دوراً ضد قناعاتي ومبادئي في فيلم يهدف الى مبادئ عليا، كما في "زمن حاتم زهران" الذي أنتجته وقدمت فيه شخصية ضد مبادئي، إلا أن العمل ككل كان يمثل أفكاري ومعتقداتي. بعد كل هذه الأعوام الطويلة من الاحتراف والنضج ما زال لدي هذا التحدي بتقديم الجديد، لأني أرفض أن يحبس الفنان نفسه في دور واحد وشخصية واحدة.
هل ينطبق هذا الأمر على مسلسل "الدالي" أيضاً؟
طبعا، أعتبر هذا المسلسل خطوة جديدة على طريق الدراما الاجتماعية التي أقدمها وأكشف من خلاله صورة المجتمع المصري، باختصار مع "الدالي" أطرح قضايا واقعية تهم كل بيت مصري وعربي.
ما هو الجديد الذي تقدِّمه في الجزء الثاني؟
بالإضافة إلى حكاية الدالي التي نتابع تفاصيلها في هذا الجزء، فإن الرسالة التي نركز عليها هي أن الأمان المادي ليس هو الغاية والهدف المنشود، لذلك نكشف عن شرائح في المجتمع تبيع نفسها مقابل أن تحقق أملاً مادياً وثروة وأملاكاً، والدالي هو النموذج الذي قرر ألاَّ يبقى فقيراً فأصبح ثرياً ثم وزيراً في عهد الرئيس السادات، وخلال هذه الرحلة التي وصل فيها الى الثروة، فقد نفسه وتحوَّل وحشاً بشرياً. في الجزء الثاني تنعدم إنسانية البعض في لهاثهم وبحثهم عن المال والثروة والجاه، وشخصية الدالي مكتوبة كما بقية المسلسل بشكل يجعلني، من دون مبالغة، مفتوناً بها.
تجسيدك لشخصية الرئيس مبارك في المسلسل الإذاعي "سنوات التحدي" يعرضك للإتهام بالنفاق السياسي والترويج لسياسة الرئيس المصري والحزب الحاكم، ما ردّك؟
أرفض هذا الاتهام، لأني لم اقصد الترويج للرئيس مبارك أو للحزب الوطني كما يردد البعض، إنما قبلت الاشتراك في هذا المسلسل باعتباره عملاً يحتفي برموز مصر السياسية وهذا ليس عيباً على الإطلاق، ناهيك عن أن اقتناعي بالنص لتميُّزه وموضوعيته حسم قراري، فهو وثيقة تاريخية ترصد كل ما حدث منذ عام 1995 وحتى عام 2005.
ما الذي حفَّزك على خوض تجربة "مسجون ترانزيت" مع نجوم من الجيل الجديد؟
لا بد لنا نحن من التواصل مع من سيأتون بعدنالم أمانع يوماً في العمل مع النجوم الشباب، لكن الأمر كان يتوقف على وجود سيناريو مناسب، وعندما ظهر وافقت فورا على الرغم من انشغالي بارتباطات أخرى، من بينها تصوير مشاهدي في فيلم "ليلة البيبي دول" والجزء الثاني من مسلسل "الدالي".
يرى البعض أن قبول جيلك العمل مع الجيل الجديد ليس من منطلق التواصل بل سعيا وراء المنافسة على صدارة المشهد؟
التواصل أمر منطقي، مثلما تواصلت الأجيال التي سبقتنا مع جيلنا لا بد لنا نحن من التواصل مع من سيأتون بعدنا، إنها سنّة الحياة، بالإضافة الى أن فكرة المنافسة أو التنافس التي يرددها البعض غير واردة أساساً ولم أفكر فيها. بتعبير أدق، لا توجد معركة بين جيلنا والجيل الجديد إيماناً مني بأن القمة تتسع لكل من يتمتع بالموهبة الحقيقية ولا شك في أنه سينجح في الاحتفاظ بموقعه عليها. صراحة وجدت في هذا الفيلم فريق عمل مجتهداً وموهوباً، سواء أحمد عز أو باقي الممثلين الشباب، كذلك المخرجة ساندرا نشأت التي لا تكلّ أبداً ولا ترضى إلا بالأعمال الجيدة، وأنا سعيد جداً بهذه التجربة.
هل صحيح أنك وضعت شروطاً خاصة بالدعاية، تحديداً في ما يتعلق باسمك على الـ"أفيش"؟
لم يحدث أبداً، خصوصا أني أعمل مع فريق يعرف حجمي ويقدِّرني وهذه تفاصيل لا تشغل بالي، بدليل أنها لم تسبب مشكلة في فيلم "عمارة يعقوبيان" مع أنه ضمَّ حشداً من النجوم، كذلك في "ليلة البيبي دول" الذي شارك فيه نجوم كبار ولم يشكل تراتب الأسماء على الـ"أفيش" أية أزمة.
ما الجديد الذي تقدِّمه في "ليلة البيبي دول"؟
أجسّد شخصية عوضين الأسيوطي الذي يعمل مراسلاً حربياً لصالح إحدى القنوات الفضائية في العراق ويتعرض للاعتقال والتعذيب، فيتحول الى إرهابي يريد الثأر ممن ظلموه، ويستطيع الهرب من معتقله خلال نقله من قبل الأميركيين إلى المستشفى لمعالجته من آثار التعذيب التي كادت تودي بحياته، فيؤسس تنظيماً لمواجهة الاحتلال الأميركي، كل ذلك ضمن سياق الفيلم الذي يقدم مزيجاً واعياً بين أكثر من خط درامي.
حدث أخيرا جدل كبير حول ظهورك عارياً في أحد المشاهد، ما قصَّة هذا الجدل؟
للأسف الصور العارية التي تناقلتها بعض المواقع، هي "مفبركة" لأني ارتدي أثناء تصوير المشهد، الذي يعبر عن التعذيب في سجن أبو غريب، سروالا قصيرا من لون جسمي، لكنّ ثمة أشخاصاً معدومي الضمير زوّروا الصورة وأظهروني عارياً تماماً، بينما كان نصفي الأعلى هو العاري فحسب.
سمعنا أيضاً أن هذا المشهد تسبّب بخروج الفيلم من المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" في دورته المقبلة، هل هذا صحيح؟
لدى الجمهور وعي خاص يجب ألا نستهين بهنعم، سعت الشركة المنتجة إلى المشاركة في مهرجان "كان"، خصوصا أن الفيلم قوي ولديه مقومات المنافسة، إلا أن إدارة المهرجان رفضته بسبب هذا المشهد ومشهد آخر يشير إلى أن ما يتعرض له الفلسطينيون هو أقسى مما تعرض له اليهود في الهولوكوست، ومع ذلك سيشارك الفيلم في السوق التجاري للمهرجان.
ألا تخشى من تجسيدك دور إرهابي؟
لدى الجمهور وعي خاص يجب ألا نستهين به، عادة لا أفكر في الشخصية التي أقدمها من حيث كونها خيرة أو شريرة، ما يهمني هو الهدف من الموضوع ككل، وفي هذا الإطار قد أقدم دوراً ضد قناعاتي ومبادئي في فيلم يهدف الى مبادئ عليا، كما في "زمن حاتم زهران" الذي أنتجته وقدمت فيه شخصية ضد مبادئي، إلا أن العمل ككل كان يمثل أفكاري ومعتقداتي. بعد كل هذه الأعوام الطويلة من الاحتراف والنضج ما زال لدي هذا التحدي بتقديم الجديد، لأني أرفض أن يحبس الفنان نفسه في دور واحد وشخصية واحدة.
هل ينطبق هذا الأمر على مسلسل "الدالي" أيضاً؟
طبعا، أعتبر هذا المسلسل خطوة جديدة على طريق الدراما الاجتماعية التي أقدمها وأكشف من خلاله صورة المجتمع المصري، باختصار مع "الدالي" أطرح قضايا واقعية تهم كل بيت مصري وعربي.
ما هو الجديد الذي تقدِّمه في الجزء الثاني؟
بالإضافة إلى حكاية الدالي التي نتابع تفاصيلها في هذا الجزء، فإن الرسالة التي نركز عليها هي أن الأمان المادي ليس هو الغاية والهدف المنشود، لذلك نكشف عن شرائح في المجتمع تبيع نفسها مقابل أن تحقق أملاً مادياً وثروة وأملاكاً، والدالي هو النموذج الذي قرر ألاَّ يبقى فقيراً فأصبح ثرياً ثم وزيراً في عهد الرئيس السادات، وخلال هذه الرحلة التي وصل فيها الى الثروة، فقد نفسه وتحوَّل وحشاً بشرياً. في الجزء الثاني تنعدم إنسانية البعض في لهاثهم وبحثهم عن المال والثروة والجاه، وشخصية الدالي مكتوبة كما بقية المسلسل بشكل يجعلني، من دون مبالغة، مفتوناً بها.
تجسيدك لشخصية الرئيس مبارك في المسلسل الإذاعي "سنوات التحدي" يعرضك للإتهام بالنفاق السياسي والترويج لسياسة الرئيس المصري والحزب الحاكم، ما ردّك؟
أرفض هذا الاتهام، لأني لم اقصد الترويج للرئيس مبارك أو للحزب الوطني كما يردد البعض، إنما قبلت الاشتراك في هذا المسلسل باعتباره عملاً يحتفي برموز مصر السياسية وهذا ليس عيباً على الإطلاق، ناهيك عن أن اقتناعي بالنص لتميُّزه وموضوعيته حسم قراري، فهو وثيقة تاريخية ترصد كل ما حدث منذ عام 1995 وحتى عام 2005.