قد
يبدو السؤال في غير محله، لأن المعروف والسائد أن صاحب الكلمة الأولى
والأخيرة هو الأب الذي له علاقة في كل صغيرة وكبيرة في الأسرة· لكن من
يمثل الأب إذا غاب ؟!
في مجتمعنا العربي الذي يعلي شأن الذكور تكون الام في الغالب هي التي تحكم
البيت ولكن دورها الإداري والتنفيذي يكون في الظل، حيث يبقى القرار في يد
الابن الذي يعتبر هو الرجل الكبير، وأحيانا وفي ظل وجود الأب وقيامه بكل
أعباء سلطته على البنات والأولاد· يتخذ الأخ الأكبر لنفسه هامشا ما يضيق
ويتسع في السلطة، إذن في معظم البيوت يتكرر هذا المشهد مرارا وتكرارا،
فالبنت حبة عين أمها وأبيها تريد الخروج الى السوق أو الذهاب الى صديقتها
يعترضها شقيقها الأكبر أو الأصغر· ·ممنوع الخروج، تحدث مشادة كلامية بين
الأخ الأكبر والبنت وأخيرا يكون القرار الأول والأخير له بعدم الخروج الا
بإذنه·
ياترى ماهي حدود السلطة لدى الأخ؟؟ ومتى يتدخل الآباء في سلطة الأبناء؟ تساؤلات نطرحها في هذا التحقيق·
للأخ الأكبر امتيازات
هدى
العامري ـ ثاني ثانوي تقول : أشقائي الذكور كلهم أكبر مني، لذلك يفرضون
علّي قيودا كثيرة، فهم يرفضون خروجي إلا معهم ويمنعوني من حضور المناسبات،
لكن عندما يكون والدى موجودا لا يستطيعون فرض أية قيود لأن والدي أكثر
تفهما·
وتضيف :في إحدى المرات دعتني صديقتى الى حفل زواج فمنعني شقيقي الأكبر من
الذهاب، وعندما اخبر والدى وافق غير إن شقيقي حاول مناقشته فأنهى أبي
الحوار بحسم مؤكدا انه هو المسؤول عني وليس مسموحا لاحد أن يفرض سلطته علي·
وتستدرك هدى : على أي حال ما يحدث هو أمر عادي ففي كل الأسرة تكون للأخ
امتيازات خاصة، والتحكم في هذه الامتيازات بالزيادة أو النقصان، يرجع للأب
ومقدار تفهمه لنفسيات وشخصيات بناته·
أفعاله تعكر حياتي
ومن
هدى الى فاطمة بنعلي (موظفة) تقول : تحكمات أخي لا تنتهي، فالبر غم من
إنني أعمل الآن الا ان شقيقي الأكبر لا يزال يأمرني بفعل ما يريده هو،
فمثلا ممنوع أن أذهب الى أي مكان أريده إلا بصحبته، لا اشعر إنني حصلت على
حريتي لانه يرصد خطواتي، والسبب في ذلك انه متعدد العلاقات ويظن ان كل
البنات يسهل خداعهن ويخشى من أن يضحك علي أحد من الشباب، فأفعاله الخاطئة
تعكر صفو حياتي· · وكلما حاولت أن أقنعه إنني كبيرة وراشدة ينفعل ويهددني
بالضرب، أما والدى فيتفرج على ما يحدث مرددا عبارته الشهيرة اكسر للبنت
ضلع يطلع لها 24ضلع، ولكثر ما أعانيه فكرت في الموافقة على أي شخص يتقدم
لخطبتي، لكن أخاف أن يكون أصعب من أخي وأن يحكم علّي بالسجن مدى الحياة·
لست صغيرة
على
عكس تجربة فاطمة تقول نجاة المرابط ـ طالبة :محاولات شقيقي في التدخل
بحياتي فاشلة لان والدى موجود، وهناك مواقف كثيرة يذكرني فيها بأنه الأكبر
ويجب ان احترم رأيه، لكني أرد عليه بأنني لست صغيرة، وطالما إنني لا أخطئ
فيما أفعله فلاداعي لفرض سيطرته علّي لأننا متساويان في الحقوق والواجبات،
لذلك فأنا لا أعاني من أي تسلط أخوي لأننا متساويان في المعاملة وهذا
الأسلوب الذي يتبعه والدى معنا منذ الصغر، وذلك بعكس الكثيرات من زميلاتي
اللاتي يعانين من تسلط أشقائهن الذكور·
وفي السياق نفسه تقول منار البخاري :والدى وشقيقي الأكبر يعاملاني بحب
واحترام، ولان أخي صغير فهو لا يملك أي سلطات في البيت، ولا أعتقد أن
والدى سيسمح له في يوم من الأيام عندما يكبر بفرض أي سيطرة علينا، ولكن في
المقابل لدى صديقة تعاني من هذه المشكلة حيث أن شقيقها الذي يكبرها بسنة
واحدة يمنعها من الخروج أو حضور أي مناسبة، وللأسف أمه تشجعه على
الاستمرار في هذه التصرفات باعتبار انه رجل البيت ان غاب الأب، في حين أن
تصرفاته مع شقيقاته أبعد ما تكون عن الرجولة·
أبي صاحب السلطة
والدى
مصدر السلطة هكذا بدأت بدرة إسماعيلي طالبة في المرحلة الثانوية تقول : لا
نأخذ أي قرار في البيت ألا بموافقة والدي، لذلك لا توجد أي فرصة لان يمارس
أخي أي سلطات، فنحن متساويان في الحقوق والواجبات، واعتقد انه إذا فكر بعد
فترة في الحد من حريتي فلن اسمح له فأنا تربيت بأسلوب معين وعندي حرية في
الكثير من الأشياء يصعب أن أتنازل عنها أو أن أسمح له بالحد منها، فالبنت
التي تعاني من سيطرة أشقائها مسؤولة عن ذلك، لأنها لو استطاعت من البداية
إجبارهم على الاعتراف بشخصيتها ما عانت من تحكماتهم فيها·
·
درجة ثانية
ـ
أما (لبنى بنصالح)، ثالث ثانوي فترفض هذه السلطة سرا، وعن ذلك تتحدث قائلة
:منذ صغري وأنا أعامل كمخلوق درجة ثانية، وشقيقي هو الأول في كل شيء حتى
أخطاؤه يمكن التغاضي عنها· · وكنت أعتقد إن الأمر طبيعي لكن عندما كبرت
وزاد التمييز بدأت أعلن رفضي وأعصي أوامر أبي وشقيقي لأنها لا تعبر عن
مصلحتي وانما عن حبهما للتحكم، لذلك عندما استأذنهم في أي شئ ويرفضونه
أفعله سرا لأنني لن أضيع حياتي ومستقبلي بسبب امتيازات يعطيها المجتمع دون
داع، فليس ذنبي إنني أنثى وطالما لا أخطئ فلامجال لفرض السيطرة علّي،
وأحمد الله إن والدتي تعرف كل شئ وتقف بجانبي·
ماذا يقول الأشقاء؟
إذا كانت هذه آراء الفتيات· · فما هي آراء الأشقاء والآباء والامهات؟؟
يقول محمد الإبراهيمي: للأسف أصبح هناك أخوة يمارسون سلطات وقيودا على
أخواتهم، لكن بالنسبة لي أفضل كسب صداقة شقيقاتي، لأنهن يلجأن الى
استشارتي في كل الأمور، وأحاول الإقناع في مناقشاتي، وإذا لم يقتنعن لا
اغضب، لان ذلك سيفقدني حبهن، كذلك الوالد يحرص على غرس الاستقلال فينا
جميعا ولا أفكر في سلب إرادتهن كما يفعل بعض الاخوة مع أخواتهم·
دوري إرشادي لا أكثر
ـ عبد الله العلمي يؤكد انه نادرا ما يمنع شقيقاته من فعل ما يردن، وذلك لان وجود والده يجعلهم جميعا يلجأ ون إليه·
ويتابع:دوري كأخ إرشادي أكثر منه تحكمي، لأنني إن فكرت في السيطرة فلن
يسمح والدى ببذلك، بالإضافة الى إنني احبهم بشدة ولاأفكر في إجبارهم على
أي شيء، وأعتقد انه من الصعب الآن أن يمارس الأخ أية سيطرة على أخوته
خصوصا إن كانت أسرة متفاهمة يقوم فيها الأب بدوره على أكمل وجه·
ويختلف خالد العروي قائلا: البنت يجب أن تخاف أخاها حتى لا تفعل أي خطأ في
غيابه، فالزمن الذي نعيشه الآن غير مأمون، خصوصا وان أخلاق البنت فسدت هذه
الأيام، ويصعب إصلاحها بدون شدة وعنف، واذكر إن أختي خرجت الى حفل عيد
الميلاد واشترطت عليها أن تعود في الساعة التاسعة والنصف، ولم تأت الا في
الحادية عشرة، فلم يكن مني ألا أنني ضربتها لتدرك أن هناك رجلا بالبيت،
ولتعلم إنني أحميها من نفسها·
الآباء والأمهات ما رأيهم؟
أما
الآباء والأمهات فلهم أراء متفاوتة· ·تقول مريم المسعودي يجب على الأخ
الأكبر أن تكون له سلطة على شقيقاته خصوصا في حال غياب أو انشغال الأب
،وتضيف : منذ فترة قريبة مرت ابنتي بمشكلة وأصر أخوها الأكبر في التدخل،
لكني رفضت لان هذا دور والدها وتدخل ضمن نطاق مسؤوليته، فالأب هو الحاكم
ويجب ألا يتنازل عن سلطاته للابن، لان الابن بحكم قلة خبرته لن يستطيع
التعامل مع مشكلات شقيقته بروية بل الضرب وقذف الشتائم هي الطريقة التي
يتبعها معظم الاخوة·
وعلى العكس تعاني مريم الفلاحي(أم) من سيطرة ابنها الأكبر على كل من في
البيت، وخصوصا على أخواته وتزداد المشكلة بموافقة الأب في كل تصرفاته
وتشجيعه له على استعمال العنف مع البنات، بدعوى انه يجب أن تخاف منه
شقيقاته حتى لا ينحرفن !!
وتضيف: أحاول وضع حد لعنفه مع شقيقاته لكنه لا يسمع الكلام، بل وصل الأمر
به أن يفرض سيطرته علّي، وكل ما اخشاه الآن أن تكرهه أخواته، لكن ليس
باستطاعتي فعل شئ، فالمجتمع يعطي الولد كل الصلاحيات·
ضد سيطرة الأخ
يقول
علي بالحسين ـ رب أسرة : أنا ضد سيطرة الأخ على أخوته خصوصا إن هذا الأمر
زاد عن حده في معظم البيوت، حيث يعتبر الأخ إن قسوته مع شقيقاته وتحكمه في
تصرفاتهن دليل الرجولة، وتزداد المشكلة بغياب الأب وانشغاله عن أبنائه،
ففي الوقت الذي يستمتع فيه الأخ بحريته خارج البيت والتصرف كما يحلو له
لكنه في المقابل لا يسمح لشقيقاته بمجرد الخروج مع صديقاتهن، لذلك فأنا
أرفض وصاية الأخ على اخوته، لان في ذلك خطورة على الاثنين·
ما هو المطلوب؟
من
المعروف لدينا إن مجتمعاتنا العربية تعلي شأن الذكر وتفضله على الأنثى
ومعظم الأسر تغرس هذه النظرة، مما يجعل الولد ينظر الى أخته بنفس المعيار
على إنها مخلوق أدنى منه، نفس الشي لدى البنت تعتقد إنها أدنى من أخيها
وانه أفضل منها هذا ما يؤكده خالد بنعمر ـ دكتورعلم نفس والاجتماع يقول:
تزداد حجم السلطة مع زيادة انشغال الأب حيث يشعر الأخ هنا انه رجل ويجب أن
تطيعه أخته سواء كانت أصغر منه أو أكبر منه لانه يحمل امتيازات كونه الذكر
وهي الأنثى، ولذلك يمارس سلطته بنوع من الاستبداد والديكتاتورية، في حين
إن البنت تسعى للتخلص من كافة الضغوط والقيود، بينما يسعى الشاب لفرض
سيطرته على شقيقاته ليشعر في أعماقه بأنه كبر وأصبح رجلاً له كلمة مسموعة،
وتزداد الأزمة في تدليل الوالدين لابنهما وتماديه في السلطة، كذلك لاننسى
إن كان الولد لديه خبرات سيئة في تعاملاته خارج البيت، لان في هذه الحالة
سيكون متشددا مع شقيقته، قاسيا معها، متشككا فيها من منطلق حرصه على
الاتكون مثل الأخريات اللواتي يعرفهن، لذلك كثيرا ما ترفض البنت الإذعان
وان اضطرت تحت الضغط فإنها ستفعل ما تريد في الخفاء·
لذلك نصيحة للآباء الايتخلى أحد الوالدين عن مسؤوليته ودوره، ولا يجب أن
يتمادى الابن في سلطته ولا يتجاوز حده في ذلك، وإذا تجاوزها يجب ايقافه
عند حده، واعطاء البنت حقها بحيث لاتكون ناقمة على الأسرة ككل لعدم
تقديرهم لمشاعرها·
يبدو السؤال في غير محله، لأن المعروف والسائد أن صاحب الكلمة الأولى
والأخيرة هو الأب الذي له علاقة في كل صغيرة وكبيرة في الأسرة· لكن من
يمثل الأب إذا غاب ؟!
في مجتمعنا العربي الذي يعلي شأن الذكور تكون الام في الغالب هي التي تحكم
البيت ولكن دورها الإداري والتنفيذي يكون في الظل، حيث يبقى القرار في يد
الابن الذي يعتبر هو الرجل الكبير، وأحيانا وفي ظل وجود الأب وقيامه بكل
أعباء سلطته على البنات والأولاد· يتخذ الأخ الأكبر لنفسه هامشا ما يضيق
ويتسع في السلطة، إذن في معظم البيوت يتكرر هذا المشهد مرارا وتكرارا،
فالبنت حبة عين أمها وأبيها تريد الخروج الى السوق أو الذهاب الى صديقتها
يعترضها شقيقها الأكبر أو الأصغر· ·ممنوع الخروج، تحدث مشادة كلامية بين
الأخ الأكبر والبنت وأخيرا يكون القرار الأول والأخير له بعدم الخروج الا
بإذنه·
ياترى ماهي حدود السلطة لدى الأخ؟؟ ومتى يتدخل الآباء في سلطة الأبناء؟ تساؤلات نطرحها في هذا التحقيق·
للأخ الأكبر امتيازات
هدى
العامري ـ ثاني ثانوي تقول : أشقائي الذكور كلهم أكبر مني، لذلك يفرضون
علّي قيودا كثيرة، فهم يرفضون خروجي إلا معهم ويمنعوني من حضور المناسبات،
لكن عندما يكون والدى موجودا لا يستطيعون فرض أية قيود لأن والدي أكثر
تفهما·
وتضيف :في إحدى المرات دعتني صديقتى الى حفل زواج فمنعني شقيقي الأكبر من
الذهاب، وعندما اخبر والدى وافق غير إن شقيقي حاول مناقشته فأنهى أبي
الحوار بحسم مؤكدا انه هو المسؤول عني وليس مسموحا لاحد أن يفرض سلطته علي·
وتستدرك هدى : على أي حال ما يحدث هو أمر عادي ففي كل الأسرة تكون للأخ
امتيازات خاصة، والتحكم في هذه الامتيازات بالزيادة أو النقصان، يرجع للأب
ومقدار تفهمه لنفسيات وشخصيات بناته·
أفعاله تعكر حياتي
ومن
هدى الى فاطمة بنعلي (موظفة) تقول : تحكمات أخي لا تنتهي، فالبر غم من
إنني أعمل الآن الا ان شقيقي الأكبر لا يزال يأمرني بفعل ما يريده هو،
فمثلا ممنوع أن أذهب الى أي مكان أريده إلا بصحبته، لا اشعر إنني حصلت على
حريتي لانه يرصد خطواتي، والسبب في ذلك انه متعدد العلاقات ويظن ان كل
البنات يسهل خداعهن ويخشى من أن يضحك علي أحد من الشباب، فأفعاله الخاطئة
تعكر صفو حياتي· · وكلما حاولت أن أقنعه إنني كبيرة وراشدة ينفعل ويهددني
بالضرب، أما والدى فيتفرج على ما يحدث مرددا عبارته الشهيرة اكسر للبنت
ضلع يطلع لها 24ضلع، ولكثر ما أعانيه فكرت في الموافقة على أي شخص يتقدم
لخطبتي، لكن أخاف أن يكون أصعب من أخي وأن يحكم علّي بالسجن مدى الحياة·
لست صغيرة
على
عكس تجربة فاطمة تقول نجاة المرابط ـ طالبة :محاولات شقيقي في التدخل
بحياتي فاشلة لان والدى موجود، وهناك مواقف كثيرة يذكرني فيها بأنه الأكبر
ويجب ان احترم رأيه، لكني أرد عليه بأنني لست صغيرة، وطالما إنني لا أخطئ
فيما أفعله فلاداعي لفرض سيطرته علّي لأننا متساويان في الحقوق والواجبات،
لذلك فأنا لا أعاني من أي تسلط أخوي لأننا متساويان في المعاملة وهذا
الأسلوب الذي يتبعه والدى معنا منذ الصغر، وذلك بعكس الكثيرات من زميلاتي
اللاتي يعانين من تسلط أشقائهن الذكور·
وفي السياق نفسه تقول منار البخاري :والدى وشقيقي الأكبر يعاملاني بحب
واحترام، ولان أخي صغير فهو لا يملك أي سلطات في البيت، ولا أعتقد أن
والدى سيسمح له في يوم من الأيام عندما يكبر بفرض أي سيطرة علينا، ولكن في
المقابل لدى صديقة تعاني من هذه المشكلة حيث أن شقيقها الذي يكبرها بسنة
واحدة يمنعها من الخروج أو حضور أي مناسبة، وللأسف أمه تشجعه على
الاستمرار في هذه التصرفات باعتبار انه رجل البيت ان غاب الأب، في حين أن
تصرفاته مع شقيقاته أبعد ما تكون عن الرجولة·
أبي صاحب السلطة
والدى
مصدر السلطة هكذا بدأت بدرة إسماعيلي طالبة في المرحلة الثانوية تقول : لا
نأخذ أي قرار في البيت ألا بموافقة والدي، لذلك لا توجد أي فرصة لان يمارس
أخي أي سلطات، فنحن متساويان في الحقوق والواجبات، واعتقد انه إذا فكر بعد
فترة في الحد من حريتي فلن اسمح له فأنا تربيت بأسلوب معين وعندي حرية في
الكثير من الأشياء يصعب أن أتنازل عنها أو أن أسمح له بالحد منها، فالبنت
التي تعاني من سيطرة أشقائها مسؤولة عن ذلك، لأنها لو استطاعت من البداية
إجبارهم على الاعتراف بشخصيتها ما عانت من تحكماتهم فيها·
·
درجة ثانية
ـ
أما (لبنى بنصالح)، ثالث ثانوي فترفض هذه السلطة سرا، وعن ذلك تتحدث قائلة
:منذ صغري وأنا أعامل كمخلوق درجة ثانية، وشقيقي هو الأول في كل شيء حتى
أخطاؤه يمكن التغاضي عنها· · وكنت أعتقد إن الأمر طبيعي لكن عندما كبرت
وزاد التمييز بدأت أعلن رفضي وأعصي أوامر أبي وشقيقي لأنها لا تعبر عن
مصلحتي وانما عن حبهما للتحكم، لذلك عندما استأذنهم في أي شئ ويرفضونه
أفعله سرا لأنني لن أضيع حياتي ومستقبلي بسبب امتيازات يعطيها المجتمع دون
داع، فليس ذنبي إنني أنثى وطالما لا أخطئ فلامجال لفرض السيطرة علّي،
وأحمد الله إن والدتي تعرف كل شئ وتقف بجانبي·
ماذا يقول الأشقاء؟
إذا كانت هذه آراء الفتيات· · فما هي آراء الأشقاء والآباء والامهات؟؟
يقول محمد الإبراهيمي: للأسف أصبح هناك أخوة يمارسون سلطات وقيودا على
أخواتهم، لكن بالنسبة لي أفضل كسب صداقة شقيقاتي، لأنهن يلجأن الى
استشارتي في كل الأمور، وأحاول الإقناع في مناقشاتي، وإذا لم يقتنعن لا
اغضب، لان ذلك سيفقدني حبهن، كذلك الوالد يحرص على غرس الاستقلال فينا
جميعا ولا أفكر في سلب إرادتهن كما يفعل بعض الاخوة مع أخواتهم·
دوري إرشادي لا أكثر
ـ عبد الله العلمي يؤكد انه نادرا ما يمنع شقيقاته من فعل ما يردن، وذلك لان وجود والده يجعلهم جميعا يلجأ ون إليه·
ويتابع:دوري كأخ إرشادي أكثر منه تحكمي، لأنني إن فكرت في السيطرة فلن
يسمح والدى ببذلك، بالإضافة الى إنني احبهم بشدة ولاأفكر في إجبارهم على
أي شيء، وأعتقد انه من الصعب الآن أن يمارس الأخ أية سيطرة على أخوته
خصوصا إن كانت أسرة متفاهمة يقوم فيها الأب بدوره على أكمل وجه·
ويختلف خالد العروي قائلا: البنت يجب أن تخاف أخاها حتى لا تفعل أي خطأ في
غيابه، فالزمن الذي نعيشه الآن غير مأمون، خصوصا وان أخلاق البنت فسدت هذه
الأيام، ويصعب إصلاحها بدون شدة وعنف، واذكر إن أختي خرجت الى حفل عيد
الميلاد واشترطت عليها أن تعود في الساعة التاسعة والنصف، ولم تأت الا في
الحادية عشرة، فلم يكن مني ألا أنني ضربتها لتدرك أن هناك رجلا بالبيت،
ولتعلم إنني أحميها من نفسها·
الآباء والأمهات ما رأيهم؟
أما
الآباء والأمهات فلهم أراء متفاوتة· ·تقول مريم المسعودي يجب على الأخ
الأكبر أن تكون له سلطة على شقيقاته خصوصا في حال غياب أو انشغال الأب
،وتضيف : منذ فترة قريبة مرت ابنتي بمشكلة وأصر أخوها الأكبر في التدخل،
لكني رفضت لان هذا دور والدها وتدخل ضمن نطاق مسؤوليته، فالأب هو الحاكم
ويجب ألا يتنازل عن سلطاته للابن، لان الابن بحكم قلة خبرته لن يستطيع
التعامل مع مشكلات شقيقته بروية بل الضرب وقذف الشتائم هي الطريقة التي
يتبعها معظم الاخوة·
وعلى العكس تعاني مريم الفلاحي(أم) من سيطرة ابنها الأكبر على كل من في
البيت، وخصوصا على أخواته وتزداد المشكلة بموافقة الأب في كل تصرفاته
وتشجيعه له على استعمال العنف مع البنات، بدعوى انه يجب أن تخاف منه
شقيقاته حتى لا ينحرفن !!
وتضيف: أحاول وضع حد لعنفه مع شقيقاته لكنه لا يسمع الكلام، بل وصل الأمر
به أن يفرض سيطرته علّي، وكل ما اخشاه الآن أن تكرهه أخواته، لكن ليس
باستطاعتي فعل شئ، فالمجتمع يعطي الولد كل الصلاحيات·
ضد سيطرة الأخ
يقول
علي بالحسين ـ رب أسرة : أنا ضد سيطرة الأخ على أخوته خصوصا إن هذا الأمر
زاد عن حده في معظم البيوت، حيث يعتبر الأخ إن قسوته مع شقيقاته وتحكمه في
تصرفاتهن دليل الرجولة، وتزداد المشكلة بغياب الأب وانشغاله عن أبنائه،
ففي الوقت الذي يستمتع فيه الأخ بحريته خارج البيت والتصرف كما يحلو له
لكنه في المقابل لا يسمح لشقيقاته بمجرد الخروج مع صديقاتهن، لذلك فأنا
أرفض وصاية الأخ على اخوته، لان في ذلك خطورة على الاثنين·
ما هو المطلوب؟
من
المعروف لدينا إن مجتمعاتنا العربية تعلي شأن الذكر وتفضله على الأنثى
ومعظم الأسر تغرس هذه النظرة، مما يجعل الولد ينظر الى أخته بنفس المعيار
على إنها مخلوق أدنى منه، نفس الشي لدى البنت تعتقد إنها أدنى من أخيها
وانه أفضل منها هذا ما يؤكده خالد بنعمر ـ دكتورعلم نفس والاجتماع يقول:
تزداد حجم السلطة مع زيادة انشغال الأب حيث يشعر الأخ هنا انه رجل ويجب أن
تطيعه أخته سواء كانت أصغر منه أو أكبر منه لانه يحمل امتيازات كونه الذكر
وهي الأنثى، ولذلك يمارس سلطته بنوع من الاستبداد والديكتاتورية، في حين
إن البنت تسعى للتخلص من كافة الضغوط والقيود، بينما يسعى الشاب لفرض
سيطرته على شقيقاته ليشعر في أعماقه بأنه كبر وأصبح رجلاً له كلمة مسموعة،
وتزداد الأزمة في تدليل الوالدين لابنهما وتماديه في السلطة، كذلك لاننسى
إن كان الولد لديه خبرات سيئة في تعاملاته خارج البيت، لان في هذه الحالة
سيكون متشددا مع شقيقته، قاسيا معها، متشككا فيها من منطلق حرصه على
الاتكون مثل الأخريات اللواتي يعرفهن، لذلك كثيرا ما ترفض البنت الإذعان
وان اضطرت تحت الضغط فإنها ستفعل ما تريد في الخفاء·
لذلك نصيحة للآباء الايتخلى أحد الوالدين عن مسؤوليته ودوره، ولا يجب أن
يتمادى الابن في سلطته ولا يتجاوز حده في ذلك، وإذا تجاوزها يجب ايقافه
عند حده، واعطاء البنت حقها بحيث لاتكون ناقمة على الأسرة ككل لعدم
تقديرهم لمشاعرها·