منذ أن خلق الله الخليقة وهي قائمة علي تمايز الجنسين: الذكر والأنثي. يعلن كل واحد منهما عن نفسه. علي جميع مستويات الحياة. يتمثل ذلك في النبات والحيوان والانسان. ولو اتسع العقل ومد له في التصور» لأدرك أن هذا التمايز موجود حتي في الجماد وفي أول خلية من خلاياه وهي الذرة ليصدق قول الله عز وجل: "ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون" "اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج" "أو لم يروا إلي الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم" "فيهما من كل فاكهة زوجان" "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها" لينتهي القرآن الكريم من هذا العرض الشيق إلي هذا النعيم المطلق.
"سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون".
هذه هي الطبيعة التي لا تنكر ولا تجحد أو قل هذه هي سنة الله في خلقه لا ينكرها إلا كل كفار أثيم.
وفي القرن الماضي امتدت إلي النوع البشري أياد خفية تريد أن تدمر المجتمع بأيدي أفراده حين عجزت عن تدميره - بنفسها - مواجهة في ميدان الحروب وكانت الخطة علي النحو التالي:
إن الشجرة لابد أن يقطعها أصحابها وان الانسان الذي هو بناء الرب لابد له من أن يهدم نفسه بنفسه. ولا يتأتي ذلك إلا بالقضاء علي هذه السنة - سنة التمايز بين الجنسين - فإذا ما قضينا علي هذه السنة ستحصل في النهاية علي مجتمع أحادي الجنس لا تشعر المرأة فيه بأنوثتها. ولا يشعر الرجل برجولته انه مجتمع أحادي الجنس وكفي. ولا بأس أن تسمي هذا الكائن الجديد كائنا أحادي الجنس كما أنه لا بأس ان تسميه الجنس الثالث ريثما نتمكن من القضاء نهائيا علي فكرة التمايز بين الجنسين. كما انه لا بأس أن تسمي هذا المجتمع أو هذا الجنس الجديد بهذا المصطلح المتمدين الذي يسر الناظرين ويريح المتنصتين وهذا المصطلح الجديد للجنس الجديد هو مصطلح "الجندر" "Algendar).
ولم تكن اليد الخفية وحدها هي التي تعمل من وراء الكواليس. ولكنها قد حركت هيئات ومنظمات لتأكيد هذه الحقيقة حتي تمكن السحاق وللشذوذ يداهما المجتمع أفرادا وجماعات ويمارسهما من غير أن يحمر لواحد وجنه. ولا يضطرب لواحد فؤاد.
هذا هو المجتمع في حالته المثلي. وهذا هو المجتمع في منزلقه الذي أريد له أن ينزلق إليه.
وكأني بالنبي صلي الله عليه وسلم فيما أوحي إليه من كتاب وسنة يربأ ببني الانسان أن يتحولوا إلي المجتمع الأحادي الجنس في حالة من الانفرادية التي لا يماثلها شيء في الكون الحي. ولا في الكون غير الحي. فجاءت النصوص الاسلامية تؤكد أولا: علي أن يحرص المجتمع علي تمايز الجنسين وثانيا علي تشديد العقوبة علي كل من ينشد بأفعاله المجتمع أحادي الجنس من نحو الشذوذ أو السحاق. وهذه هي النصوص الشرعية لمن أراد أن يتأملها.
ففي الصحيح أن رسول الله قال: "لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" وفي رواية: "لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء" وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لعن الله المرأة تلبس لبسة الرجل والرجل يلبس لبسة المرأة".
وأخرج الشيخان من حديث ابن عمر.
ومن الناحية العملية نجد القرآن تحدث عن الشذوذ وعن السحاق بأسلوب فيه تكليف للأمة أن تقوم في وجه هذين الصنفين قال تعالي: "واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتي يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا واللذان يأتيانها منكم فأذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما ان الله كان توابا رحيما".
ألا فلتحذر الأمة الإسلامية مما يراد بها. ولتحرص هذه الأمة علي أن تهتدي بهدي نبيها. وتستظل بمظلة دينها فهو خير لها وأكرم.
_________________
سأظل احبك ولو طال انتظارى وان لم تكن قدري فأنت اختياري